اللجلجة :
لا شك أن النطق من أهم وسائلالاتصال الاجتماعي ومن ثم كان أي عطل في جهازه يعوق الفرد من أداء واجبه , وبالتالييؤثر في نموه الفردي والاجتماعي , وعملية النطق عبارة عن نشاط يفصح عن نفسه فيالتوافقات العصبية التي يشترك في أدائها مركز الكلام في المخ وتقوم هذه التوافقاتبتحريك العضلات , وهذه تقوم بدورها بإخراج الصوت , أما الرئتان فإنهما تقومانبعملية تعبئة الهواء وتنظيم عملية اندفاعه ليمر على الأوتار الصوتية داخل الحنجرةوالفم والتجويف الأنفي , وهنا تحدث التشكيلات الصوتية التي نطلق عليها اسم (( الكلام )) وليست عملية النطق من العمليات البسيطة الميسرة فهي بذلك تحتاج إلى مرانطويل يبدأ بولادة الطفل عندما يعبر عن حاجاته الأولية بالصراخ ثم الضحك ثم المناجاةوهكذا يستمر في تجربة الكلام حتى ينجح في إخراج الأصوات المفهومة ويوفق في ممارسةالنطق السليم , غير أن هناك ظروف عضوية ونفسية تقف أحيانا في سيبل القدم الكلاميللأطفال وتحدث اختلالاً في التوافق الحركي بين أعضاء النطق مما يشكل خطراً مرضياًعلى صحتهم النفسية وصحتهم الاجتماعية أيضاً .
و اللجلجة عيب كلامي يتعرض لهالأطفال كما يتعرض له الكبار أيضاً أما أسبابها فكثيرة ومعقدة وقد بُحثت حالات لبعضالمصابين بداء اللجلجة فوجد أن الاستعداد الطبيعي
(( للمتلجلجين )) يقوى نتيجةلما توحي به البيئة من مشاعر الخوف وفقدا الأمن .
وقد ظهر من حالات اللجلجة التيبحثت أن هناك عللاً جسمانية معينة تساعد على تسليط التنفيس الانفعالي وتركيزه فيعضلات الجهاز الكلامي وهناك بالاضافة إلى بعض الحالات الوراثية نوع من اللجلجة يحدثنتيجة مفاجئة أو ضربة غير متوقعة وتجد مثل هذه الصدمات في عضلات الكلام وسيلةللتعبير عن نفسها , لان هذه العضلات تؤلف جزاء بالغ الحساسية يقع تحت سيطرة الجهازالعصبي ومن ثم نستطيع أن نفسر ما يصيب الانسان وجوم وعدم قدرة على الكلام عندمايفاجأ بموقف يثير الدهشة ويبعث على الخوف.
طريقة العلاج :
أما طرق علاج اللجلجة فهي كثيرةومتشعبة من أهمها طريقة العلاج النفسي وطريقة العلاج الكلامي , أما الأولى فتتطلبدراسة حالة المريض وتحليلها تحليلاً نفسياً دقيقاً كما تتطلب الالمام ببعض الحقائقالاجتماعية التي قد تعين في الوصول إلى جذور المشكلة , وتهدف وسائل العلاج النفسيأساساً إلى إزالة أسباب التردد و الخوف و إحلال الثقة والجرأة محلهما ويستخدم هذاالنوع من العلاج طرق مختلفة منها طريقة اللعب وهذه ترمي إلى كشف أسباب الاضطراب عندالأطفال وتفهم دوافعه , كما تهدف إلى وضعهم في جو حر يشجعهم على الانطلاق , ويكشفعن رغباتهم كما هي من غير تزويق أو تنميق , وهي إلى جانب ذلك تتيح للأطفال فرصالتعويض والتنفيس عن هذه الرغبات كما تتيح للمعالج النفسي فرصة معاملة المصابين فيجو من العطف والتفهم .
أما طريقة الإيحاء و الاقناع فإنها تعتبر من أهم الوسائلالناجمة لمعالجة اللجلجة , وتهدف هذه الطريقة إلى استئصال إحساس المصاب بالقصوروالشعور بالنقص , وعن طريق الاقناع و الإيحاء يستطيع المعالج النفسي بناء الثقة فينفس مريضه , أما العلاج الكلامي فهو اسلوب آخر لمعالجة اللجلجة , يهدف بطريقة غيرمباشرة إلى معاونة المصاب على التغلب على عيوب نطقه وقد وضع منهج خاص لهذا العلاج . ويرمي في جملته إلى توزيع انتباه المصاب مما يباعد بينه وبين الانتباه إلى عمليةالكلام نفسها ومن أهم طرق العلاج الكلامي طريقة الاسترخاء الكلامي والتمريناتالايقاعية وطريقة تعليم الكلام من جديد .